رمضان محطة وقود !
عبد الله بن سعيد آل يعن الله
شهر رمضان شهر امتاز بمزايا, خصه الله من بين الشهور بالعبادات والطاعات ، والصائم يتخذ هذا الشهر زادا له لأشهر العام كاملا ، فشهر رمضان شهر الصيام والقرآن والقيام والبذل والإنفاق ، وصدق ما قاله السيد قطب رحمه الله ( الصوم هو مجال تقرير الإرادة العازمة الجازمة ، ومجال اتصال الإنسان بربه اتصال طاعة وانقياد ، كما أنه مجال الاستعلاء على ضرورات الجسد كلها) وحينما يستوعب الصائم هذا القول فإني أنقله إلى قوله الثمين الآخر ( ( ويتم فيه إعداد النفس لاحتمال مشقات الطريق المفروش بالعقبات والأشواك والذي تتناثر على جوانبه الرغبات والشهوات ) رمضان محطة وقود للصائمين ، وحينما يهمل الإنسان في تعبئة قلبه وصفحاته مما ينجو به من أسر الذنوب وقسوة القلب ، فإنه قد لا يمر بهذه المحطة في عامه القادم ، وقد يكون سير قلبه مع الله بين الإقبال والإدبار !
وحين يكتسب الصائم من وقود هذا الشهر الكريم ، فإنه يصل إلى غاية الصيام الذي فرض من أجل ( لعلكم تتقون ) ، وحينما يحقق هذا الهدف السامي ، فإنه يحقق السير الصحيح إلى رب العالمين ..
ترحل من الدنيا بزاد من التقى فعمرك أيام وهن قلائل
لنتدارك الأوقات بمزيد من الأعمال الصالحة ، فالعمر قليل والأجل قريب ، ولا نعلم هل ندرك ختام هذا الشهر أم لا ؟!
فلنتزود من وقود هذا الشهر الكريم ، ولنبادر بالأعمال ، ولا يحقر أحدنا من المعروف شيئا ، فرب عمل يسير أورث صاحبه أجرا عظيما ، ولنعلم أن بداية الانطلاقة هي من إصلاح الذات ..
ومضة..
رمضان فرصة لتسلٍيم القلب لله وتسليمه من شهوات وآفات الحياة ..
دعاء ..
اللهم إنا نسألك قلبا سليما حنيفا موحدا مسلما مؤمنا عارفا محققا موحدا ..
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك ، وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك ..