البعث:
والمسلم يؤمن بما أخبر به الرسول ( حيث قال: (يبعث كل عبد على ما مات عليه) [مسلم]. وقد أنكر المشركون البعث والإحياء بعد الموت فقالوا: {أئذا متنا وكنا ترابًا ذلك رجع بعيد} [ق: 3].
وقال تعالى: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون} [الجاثية: 24].
فهم أنكروا حقيقة ذلك اليوم، ولكن الله -عز وجل- ردَّ عليهم وبيَّن لهم أن
الله -عز وجل- قادر على أن يعيدهم مرة أخرى كما خلقهم فقال تعالى: {والله أنبتكم من الأرض نباتًا. ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجًا} [نوح: 17-18]، فليس من المعقول أن يعيش الناس في الحياة الدنيا، فيظلم الظالم ويفجر الفاجر، ثم يموتون فلا يبعثون، ليجزيهم الله على أعمالهم، هذا يتنافى مع عدل الله -عز وجل-، لذلك أمر الله نبيه محمدًا ( أن يقسم بالله على حدوث البعث، قال تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن} [التغابن: 7]. فما أعظمه من قسم يؤكد الله -عز وجل- به إحياء الناس وحسابهم على كل صغيرة وكبيرة فعلوها في دنياهم.
الحشر:
والمسلم يؤمن بما أخبر الله به عن الحشر، حيث يُحشر الناس على أرض بيضاء مستوية لا ارتفاع فيها ولا انحراف، قال (: (يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء) [متفق عليه]. وأنه سبحانه يحشر الناس حفاة لا يلبسون نعالا في أقدامهم، ويحشرهم عراة ليس عليهم ملابس، غرلا غير مختونين، كما ولدتهم أمهاتم، قال (: (يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا). قالت عائشة: يا رسول الله، النساء والرجال جميعًا ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال (: (يا عائشة، الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض) [مسلم].
والناس يوم القيامة يحشرون على أصناف، فمنهم الماشي، ومنهم الراكب، ومنهم الذين تسحبهم الملائكة على وجوههم. قال (: (يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف، صنفًا مشاة، وصنفًا ركبانًا، وصنفًا على وجوههم). قيل: يا رسول الله، وكيف يمشون على وجوههم؟ قال: (إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يُمشيهم على وجوههم) [الترمذي].