بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة المؤمنون ، سورة اليوم هي سورة الناس ، وهي آخر سورة في كتاب الله ، وسورة الناس وسورة الفلق هما المُعَوّذتان اللتان حضّ النبي صلى الله عليه وسلّم على قِراءَتِهما مِراراً وتَكْراراً .
وفي الدرس الماضي ، في سورة الفلق تَوَجَّهَتْ الآيات إلى أنَّ الإنسان إذا خاف عَدُوًّا ، وخطراً قريباً ، وشَبَحَ مُصيبةٍ ، وأشْرار الناس فَلْيَسْتَعِذ بِرَبِّ الفلق ، والفلق هو الكون ، ويُمْكِنُ أنْ تُوَجَّه آيات اليوم توْجيهاً آخرَ إضافَةً إلى ما تحْتَمِلُهُ أيْضاً من تَوْجيهات السورة السابقة .
فالنبي صلى الله عليه وسلَّم والكمال الذي ظَهَر منه ؛ وعَقْلُهُ الراجح ، وحِلْمُهُ الذي لا حُدود له ، وشَجاَعَتُه : أنا النبي لا كذب ، أنا النبي لا كذِب ، أنا ابن عبد المطَلِّب ، ورأفَتُهُ ورحْمَتُهُ ، ورِفْقُهُ بالحيوان ، عطْفُهُ على الإنسان ، ورجاحَةُ تفْكيره ، كيف كان أباً ناجِحاً ، وقائِداً ناجِحاً ، وسِياسِياً مُحَنَّكاً ، وأخاً كبيراً للمؤمنين ، كيف جمع هذه الصِّفات من الرحمة إلى العِلْم إلى الحِكْمة والحِلم ، والتواضع والفِطْنة والذكاء ، إلى قُوَّة الحدْس ، وإلى إشْراق النفْس ، وإلى دِقَّةِ النظْر،ورجاحة الرأيْ ،